• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور أحمد إبراهيم خضر / مناقشة رسائل


علامة باركود

مناقشة رسالة ماجستير: " استخدام المدخل المعرفي السلوكي من منظور طريقة العمل مع الجماعات ... "

مناقشة رسالة ماجستير: " استخدام المدخل المعرفي السلوكي من منظور طريقة العمل مع الجماعات ... "
د. أحمد إبراهيم خضر


تاريخ الإضافة: 17/11/2013 ميلادي - 13/1/1435 هجري

الزيارات: 49098

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مناقشة (منهجية وعقدية) لرسالة ماجستير بعنوان:

استخدام المدخل المعرفي السلوكي من منظور طريقة العمل مع الجماعات

لتعديل بعض الآثار السلبية لوسائل الإعلام على سلوك الشباب

 

نوقشت الرسالة بقاعة المناقشات بكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة في يوم السبت 16/11/2013

 

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلاة وسلاما على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

هذه أول مرة ألتقى فيها مع العالم الجليل الأستاذ الدكتور مصطفى حسان لمناقشة رسالة علمية، وهذا شرف عظيم بالنسبة لي. كنت اواظب على حضور مناقشاته للرسائل، كما أستمع إلى آرائه في سيمنارات القسم، وكان أهم ما يشدني إليه هو حرصه على ضرورة أن تبرز الصبغة الإسلامية على الرسائل الصادرة من القسم. فأهلا به ومرحبا.

 

وهذه أول مرة أيضا ألتقى فيها مع الأستاذ الدكتور على التمامي في مناقشة رسالة علمية. إن مجرد ذكر اسمه أمام أحد حتى يعرفه بأنه صاحب الأدب الجم، ودماثة الخلق، والذوق الرفيع، وهات ما شئت من الأوصاف، ولا نزكيه على الله، ولولا قوله - صلى الله عليه وسلم - لمادح " ويحك قصمت ظهره "، لكلنا له المزيد. فأهلا به ومرحبا.

 

وهذه أول مرة أيضا ألتقى فيها مع الأستاذ الدكتور محمد النحراوي في مناقشة رسالة علمية. والدكتور النحراوي زميل وصديق وحبيب، وهو أستاذ جامعي، وخطيب مفوه، ونجم تليفزيوني أيضا. ما أن أسمع صوتا يشابهه حتى أسرع إلى التلفاز لأعرف هل هو أم لا. أسعى كل خميس لأرى برنامجه الأسبوعي، وأستمتع بحديثه العذب، وسلامة لغته العربية، بارك الله فيه، وسدد خطاه.

 

بارك الله فيكم جميعا وفى الحاضرين من الأساتذة الأفاضل وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور محمد عبد الهادى، والباحثين، وأسرة الباحث.

 

حيثيات المناقشة:

هناك من الأساتذة المناقشين من يبدأ مناقشته بقوله: " جئت هنا لأنتقد لا لأمتدح ". وهناك من المناقشين من يصنفه الحاضرون بأنه: " يستعرض عضلاته، ويستمتع بتعذيب الباحث بعد أن يحوله إلى ضحية يكون هو جلادها، ويزيد استمتاعه بوجود عدد كبير من الحاضرين، فيعذبهم بطول المناقشة، ويعذب زملاءه من أعضاء لجنة المناقشة حتى تنتهى مناقشته. وهناك من المناقشين من يقول: " هناك انتقاد لذات الانتقاد، وهناك انتقاد يتعلم منه الباحث، وغيره من الباحثين مواطن الأخطاء في البحث العلمي وطرق تصحيحها". وأظن أنى من النوع الذى يؤمن بأن المناقشة هي موقف تعليمي، وليست مجرد انتقاد لذات الانتقاد، أو استعراض للعضلات، أو غير ذلك، إنما هي بيان وتحديد للخطأ، وبيان لكيفية تصحيحه أيضا.

 

وقبل أن أبدأ مناقشتي للباحث أقول: أن هذه الرسالة مليئة بالمحاسن، وأن الحسن فيها يعود إلى الأستاذين المشرفين، فجهدهما في هذه الرسالة واضح وبارز سواء في الجانب النظري أو الميداني، كما أن الجهد الذى بذله الباحث في الرسالة لا يمكن إنكاره، لكنى أرجع أوجه القصور فيها إلى عدم التزام الباحث بتعليمات أساتذته، وهو المسئول عنها أولا وأخيرا.

 

سأقسم ملاحظاتي إلى ثلاثة أقسام: قسم للملاحظات الشكلية، وثان للملاحظات الموضوعية، وثالث للملاحظات العقدية. وما أطلبه من الطالب أن يعرني انتباهه وسمعه.

 

القسم الأول: الملاحظات الشكلية

يحرص الأساتذة المناقشون دائما على بيان أخطاء الباحثين الشكلية، ومع ذلك يقع فيها الباحثون مرارا وتكرارا. والسبب معروف، وهو أن الباحثين لا يواظبون على حضور السمينارات، ولا يحرصون على حضور مناقشات الرسائل، ولا يقرأون ما يكتب لهم عن الأخطاء التي يجب تلافيها عند إعداد رسائلهم. وأعتقد أن الباحث يدخل في زمرة هؤلاء، فكثير من الأخطاء التي وقع فيها، أشير إليها في السيمنارات، والمناقشات، ونشرت على الانترنت، وفى كتاب موجود في القسم، فلا عذر له فيما وقع فيه من أخطاء.

 

1- أول ما يلفت الانتباه عند قراءة عنوان الرسالة هو أن شرح الباحث وترجمته للعنوان، يعكس قصورا واضحا في استيعابه لمصطلحات تخصصه. وقد ذكرت للباحثين أنه يجب عليهم منذ اليوم الأول لالتحاقهم بالدراسات العليا أن يقتنوا مراجع المصطلحات التخصصية.

 

الباحث لا يفرق بين النظرية Theory والمدخل ِApproach والنموذج Model، والمنهج Method. وكانت نتيجة ذلك أن ترجم كلمة المدخل بـ Entrance. التي تعنى مكان للدخول إلى قاعة أو غير ذلك. والتفرقة بين هذه المصطلحات أوضحناها وشرحنا المقصود بها ونشرناها على الانترنت.

 

2- ترجمة عنوان الرسالة بالإنجليزية كما هو في صفحة 214 ليست هي نفس الترجمة للعنوان الذى يتصدر صفحة الغلاف في الرسالة. وسبب هذا الخطأ هو أن الطالب لم يراجع رسالته قبل تسليمها للقسم.

 

3- صفحة العنوان بالإنجليزية 217 أقل ما يقال عنها أنها - ومعذرة لهذا التعبير- صفحة فوضوية. وتحتاج إلى إعادة كتابة.

 

أ- في أعلى الصفحة يترجم الباحث كلمة كلية التربية على أنها college وفى آخرها يترجمها على أنها Faculty. وفى مناقشة رسالتين سابقتين نبه الأستاذ الدكتور محمد عبد الرازق على هذا الخطأ، ولكن من يحضر ومن يسمع؟.

 

الفرق بين الاثنين هو أن College مؤسسة تعليمية تركز على الجانب التطبيقي كالتدريب، أو الهندسة، أو تقديم المهارات التقنية. أما Faculty فهي مؤسسة تقدم مهارات تعليمية خاصة بمجالات معينة، وهى في العادة فرع لجامعة. وهما يختلفان عن المعهد Institute الذى يعرف بأنه مؤسسة تعليمية تعمل كجزء من مؤسسة تعليمية أكبر أو تعمل بعقد معها تعترف بها الدولة. أما Academy فهي مؤسسة تعليمية عادة ما تكون خاصة تتمتع أو لا تتمتع باعتراف الدولة.

 

ب- هناك خطأ غير مقبول في نفس صفحة 217. عند كتابة عبارة "ضمن مقتضيات الحصول على درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية كتب الباحث:

Under the requirements of getting ALmagestervy degree of Social work and community development


الصحيح كما نبهنا إليه في مناقشات سابقة ونشرناه هو:

Submitted in partial fulfillment of the requirements for master degree of social work


ج- الباحث أخطأ في طريقة عرض الألقاب العلمية للأستاذين المشرفين. وأشرنا إليه في رسالة نوقشت في 1/10/2013.بالنسبة للأستاذ الدكتور على التمامي كتب الباحث الآتي:

Professor Tamami ,community service professor and agent Higher institute social service Banha


الترجمة هنا "بروفيسور تمامي، أستاذ خدمة المجتمع وعميل المعهد العالي للخدمات الاجتماعية بنها".

الصحيح هو:

Professor Dr. Ali Ali El Tamamy. Professor of Group work, The Vice-Dean of the Higher institute of Social Work, Banha


مع ملاحظة أن الباحث ترجم مصطلح الخدمة الاجتماعية بطريقتين مختلفتين.

 

• بالنسبة للأستاذ الدكتور النحراوي كتب الباحث

Community Service assistant professor


الخطأ تكرر في ترجمة مصطلح خدمة الجماعة لا يقع فيه باحث مبتدئ، فالصحيح هو Group work وليس Community Service. كما أن لقب الدكتور النحراوي بـ Assistant Professor فيه ظلم له. فهذا اللقب يطلق على المدرس وليس على الأستاذ المساعد. أما الأستاذ المساعد فيطلق عليه في الجامعات الأجنبية وجامعات الخليج Associate professor ويعنى الأستاذ المشارك الذى هو عندنا الأستاذ المساعد. أما الأستاذ الدكتور على التمامي فهو Full Professor. وهذا الكلام شرحته تفصيلا في هذه القاعة عند مناقشة الرسالة التي أشرت إليها أعلاه، وضربت أمثلة له، ونكرره هنا بالتطبيق على الأساتذة الجالسين على المنصة فنقول أن لقب الأستاذ الدكتور مصطفى حسان هو Tenured Professor أي الأستاذ المتفرغ. الأستاذ الدكتور على التمامي Full Professor، الأستاذ الدكتور محمد النحراوي Associate Professor، أما الأستاذ غير المتفرغ مثلى فيطلق عليه Adjunct Professor.، فمن يحضر ومن يسمع؟.

 

د- في الرسالة بعض الأخطاء اللغوية والنحوية، لكن المزعج منها عدم تفرقة الباحث بين الزال والذال، وتكرار حرف اللام في بعض الكلمات مثل كتابته كلمة "اللألفاظ "بدلا من "الألفاظ ". كما تكررت أخطاء الباحث في وضعه للهمزة التي يرمز لها برأس حرف العين والتي تسمى بهمزة القطع. والقاعدة هنا هي: "تكتب همزة القطع فوق الألف إذا كانت مفتوحة أو مضمومة ( أَ , أُ) وتحت الألف إذا كانت مكسورة، أما إذا كانت همزة القطع في بداية الكلمة فلها تفصيل يجب على الباحث أن يرجع إليه في كتب الإملاء.ولهذا فإنى أطلب من الباحثين بعد الانتهاء من كتابة الرسالة أن تراجع لغويا قبل المناقشة، ثم يعاد طبعها بعد المراجعة اللغوية عند استيفاء ملاحظات الأساتذة المناقشين.

 

هـ- من عيوب الرسالة من الناحية الشكلية هو افتقادها إلى التنسيق في بعض الصفحات، ووجود أكثر من صفحة بيضاء، ولمعرفتى بأهمية هذا القصور في الرسائل العلمية فقد كتبت ونشرت عن هذه الجزئية، ولا أحد يقرأ.

 

القسم الثانى: الملاحظات النظرية والمنهجية:

أول ما يلفت الانتباه في عنوان الرسالة هو أن المتغيرين المستقل (المدخل المعرفى السلوكى) والتابع، (تعديل السلوك) الذين استخدمهما الباحث وإن بدا أنهما يختلفان عن بعضهما، فهما متشابهان في الوظيفة الخاصة بكل منهما وهى تعديل أو تغيير السلوك.والذى حدث بالفعل هو ما نسميه باللغة العامية (قفلة). وأدى هذا بدوره إلى السيطرة الكاملة للمدخل المعرفى السلوكى، وسقوط أوالاختفاء شبه الكامل للمتغير التابع وهو تعديل السلوك. فلا ذكر له في الرسالة إلا بصورة سطحية في الجانب النظرى، وبهت دوره في الجانب الميدانى. لم نجد هناك في الجانب النظرى أى تعريف له، وبالتالى اختفى من جزئية المفاهيم المستخدمة في الرسالة، واختفى بالتالى تعريفه الإجرائى.كما لم يتعرض الباحث لأهداف ونظريات تعديل السلوك التي لا تقل عن ثمانية نظريات تدخل تحتها المعرفية السلوكية، ومنها نظريات التعليم الاجتماعى، ونظرية الذات، ونظرية الإرشاد المعرفية، ونظرية التحليل النفسى.. كما لم نجد في الجانب النظرى تحديدا واضحا لأوجه التشابه أو الاختلاف بين المدخل المعرفى السلوكى ونظريات تعديل السلوك.من المعروف أن العلماء وإن ميزوا بين العلاج السلوكى وتعديل السلوك أقروا بأنهما يستخدمان كمترادفين، وأن لكل منهما مجالات استخدام خاصة به، فالأول يركز على حالات الاضطراب النفسى والانفعالى والآخر يركز على التصرفات الخاطئة والانحراف الاجتماعى. هذا التشوش أثر بدرجة كبيرة على عملية التدخل المهنى التي قام بها الباحث.وكان من المفترض أن يضع الباحث فصلا متكاملا تفصيليا عن متغير " تعديل السلوك".

 

أولا: المتغير المستقل (المدخل المعرفى السلوكى):

للحكم على صحة استخدام الباحث للمدخل المعرفى السلوكى فلا بد من التأكد من أن الباحث قد التزم بقواعد هذا المدخل وبآلياته.

 

1- من قواعد استخدام المدخل المعرفى السلوكى أن تتوفر للباحث الذى يستخدم هذا المدخل خبرة كافية به، تسمح له بالكشف عن التحريفات الادراكية عند العملاء، بمعنى أى يكون قد تدرب عليه تدريبا كافيا. فهل للباحث خبرة بهذا المدخل أو تدرب عليه قبل استخدامه؟ لا يوجد ما يثبت ذلك في الملحقات.

 

2- يعتمد المدخل المعرفى السلوكى على نوعين من المتغيرات: المتغيرات الشخصية والنفسية الداخلية، والمتغيرات الموقفية والبيئية. ويعتمد تفسير أسباب السلوكيات السلبية على تحليل التفاعل بين هذين النوعين من المتغيرات. لم أجد في الرسالة تركيزا على هذين النوعين من المتغيرات، وبالتالى لم أجد تفسيرات علمية مقبوله عن أسباب قيام الشباب بهذه السلوكيات السلبية، ومن ثم فإن ردها جميعا إلى مشاهدة القنوات الفضائية غير مقنع. ويمكن القول ان أهم ما تفتقده الرسالة هى افتقادها الكلى لتفسير أسباب هذه السلوكيات السلبية.

 

3- يعتمد المدخل السلوكي المعرفي على قاعدة أن السلوك والمشاعر الإنسانية هي نتيجة لما يفكر فيه الشخص.

 

وهذا يعنى أن على الباحث قبل أن يتدخل مهنيا لتعديل سلوكيات الترف الاستهلاكى، والتفاخر، واستخدام الألفاظ المعيبة أن يقف على: الأفكار التي هى السبب في هذه السلوكيات السلبية، وهذه الأفكار على ثلاثة مستويات: مستوى الأفكار الراسخة التي نشأت مع أفراد الجماعة منذ نعومة أظفارهم، ثم الأفكار الخاطئة والسلبية التي يدعمونها بأدلة من حياتهم اليومية، ثم الأفكار التلقائية المرتبطة بالمشاعر كالغضب والحزن والعصبية، ثم ينتقل في خطته لتعديل السلوك من الأفكار التلقائية إلى الخاطئة ثم إلى الأفكار الرئيسة لزعزعتها.

 

بحثت عن هذه المستويات الثلاث فلم أجدها:

4- بمراجعة الآليات التي استخدمها الباحث لتعديل السلوكيات السلبية كما جاءت في التقارير، كانت هناك آليات الواجبات المنزلية، وممارسة بعض الأنشطة الفنية والثقافية، ومواجهة الشباب بأفكارهم غير المنطقية، وأسلوب التركيز والتأمل، ومحاضرة عن خطورة الفضائيات، والنمذجة بعرض تجربة شاب استفاد من الفضائيات في عمل مشروع لتربية الأرانب، هناك في الواقع آليات أكثر قوة لم يستخدمها الباحث منها:

أ- من آليات المدخل المعرفى السلوكى ما يعرف بآلية "المتصل المعرفى "، وهو أن يوضح المستهدفون كيف يرون أنفسهم مقارنة بالآخرين الذين لا يتفاخرون ولا يمارسون الترف الاستهلاكى ولا يستخدمون العبارات المعيبة.وتكمن أهمية هذه الفنية في أنها تساعد الباحث على استبدال أفكار أفراد الجماعة السلبية بأفكار إيجابية.

 

ليس هناك من دليل على استخدام هذه الآلية.

ب - من آليات المدخل المعرفى السلوكى أن يستعين الباحث بما يسمى بسجل المراقبة الذاتية، وفيه يعطى الباحث كل أفراد الجماعة التي يسعى إلى تعديل سلوكيات أفرادها في الجلسة الأولى سجلا يسجلون فيه المواقف التي تحدث فيها السلوكيات السلبية، ومصدر المواقف التي تدفعهم إلى السلوكيات اليها، فيقف الباحث على أسبابها وكيفية التخلص منها. ومن المفترض أن يوضع نموذج سجل المراقبة الذاتية في ملحقات الرسالة.

 

لم أجد هذا النموذج في الملحقات وليس هناك من دليل على استخدام الباحث له.

 

ج- من آليات المدخل المعرفى السلوكى آلية اختيار البدائل.يطلب الباحث من المستهدفين أن يقدموا الدليل المؤيد أو المعارض لأفكارهم حتى يمكن مناقشتها ومواجهتها. أين موقع استخدام هذه الآلية في الرسالة؟.

 

د- أطلب من الباحث أن يفتح ص 42 ويشرح لى ماذا يعنى بأسلوب الإسترضاء Relaxation، لو قال الباحث أن هذا خطأ مطبعى، وأن الأصل هو الاسترخاء طبقا للترجمة الانجليزية، فيقبل منه ذلك، أما إن قال غير ذلك فهذه كارثة بكل معنى الكلمة.

 

ثانيا: المتغير التابع (تعديل السلوكيات السلبية)

أوضحنا في مقدمة هذه الملاحظات إهمال الباحث شبه الكامل للمتغير التابع نظريا وميدانيا. أدى هذا الإهمال إلى إحداث خلل كبير أثر على استخدام الأدوات المنهجية في الرسالة.

 

كتب الباحث في ص (104) عند تحدبد المجال المكانى للدراسة يقول: " من أسباب اختياره لمركز شباب عرب جهينة أن خصائص المشكلة البحثية المتعلقة بالسلوكيات السلبية تتوافر في أعضاء هذا المركز ".

 

أقل ما يقال عن هذه العبارة أنها غير علمية بالمرة، لأن اختيار خصائص العينة لا يتم بهذه الطريقة وفى موضوع تعديل السلوك بالذات.

 

أول خطوة في تعديل السلوك هى تحديد السلوك المستهدف عن طريق الملاحظة، كما أن تحديد نوع السلوك المستهدف تعديله يستلزم من الباحث ضبط حدوده بشكل يمكن قياسه والتعبير عنه بطريقة كمية ورقمية. إن عدم إلمام الباحث بالشروط التي يجب توافرها عند رصد وملاحظة السلوك، أدى به إلى خلل في الملاحظة أثرت بشكل مباشر على عملية تعديل السلوك. وسنتحدث عن هذه النقطة تفصيلا عند بيان ملاحظتنا على أداة الملاحظة.

 

كما أن تعديل السلوك له خطوات محددة يتحرك الباحث في ضوئها، فبعد أن قام الباحث بتحديد السلوكيات التي يرغب في تعديلها، كان عليه أن يقوم بالخطوات التي تليها وهى:

1- قياس هذه السلوكيات عن طريق بيانات رقمية.

 

2- وصف الظروف القبلية التي تظهر في ظلها هذه السلوكيات.

 

3- وصف التوابع التي تظهر بعد هذه السلوكيات.

 

4- وضع خطة لتعديل السلوكيات تعتمد على مجموعة البيانات والمعلومات التي تم تجميعها عن طبيعة حدوث السلوك ونوعيته ويراعى في الخطة الحالة الجسمية والنفسية والانفعالية للمبحوث.

 

6- تنفيذ خطة العمل.

 

7- تقويم البرنامج وتحديد الإجراءات الناجحة والفاشلة.

 

ثالثا: ملاحظات عن التدخل المهنى

1- من أساسيات التدخل المهنى أن يكون المستهدف الرغبة والارادة في المشاركة الفعالة في عملية التخلص من الآثار السلبية لسلوكياته، وبمعنى آخر لا بد من توافر القدرة لدى العميل على المشاركة في مواجهة موقف التدخل، والرغبة والدافعية في ايجاد حل للمشكلة التي يعانى منها بما يسهم بقدر كبير في زيادة فعالية جهود التدخل المهنى حيث ان اعترافة بوجود المشكلة وشعوره بالنتائج السلبية المترتبة عليها والاثار الايجابية المترتبة على مواجهتها يدفعة للمشاركة في وضع خطة المواجهة والتحسين لتنفيذها.

 

وتقاس هذه الرغبة عادة بتطبيق مبدأ التعاقد في التدخل المهنى.وليس التعاقد هنا شفهيا، إنما هو تعاقد مكتوب وموقع من العميل.

 

ويتضمن هذا التعاقد الجوانب الآتية:

تاريخ بداية ونهاية التدخل المهنى.

المظاهر السلوكية المراد تعديلها.

نوع المدعمات والجزاءات المستخدمة.

جدول مواعيد بدايات ونهاية الجلسات أو المقابلات.

الاتفاق على الأنشطة المستخدمة.

ولا بد أن توضع صورة من هذا التعاقد في ملحقات الرسالة. لم يلتزم الباحث بهذا الشرط؟.

 

2- من أهم الأخطاء التي يقع فيها الباحثون الذين يستخدمون التدخل المهنى هو أنهم يخلطون بين النماذج العلمية الخاصة بالتدخل المهنى، وبين النماذج الخاصة بهم التي من المفترض أن يصمموها لأنفسهم في ممارسة التدخل في حالات معينة. وعادة ما يستندون إلى الدراسات النظرية في التدخل ويكتبون في أهدافها وخطواتها، دون أن يدركوا أهمية وجود نموذج خاص بهم، وهذا الخطأ وقع فيه الباحث.

 

يضم هذا النموذج الذى يصممه الباحث لنفسه العناصر المتكاملة او الخطوات المترابطة التي تتعلق بالممارسة في مواقف مهنية محددة تكون صالحة للتعميم في المواقف المتشابهة.

 

يمر بناء النموذج بعدة اجراءات او خطوات تتضمن ما يلى:

• وضع عنوان يحدد المسمى الواضح للنموذج في الخدمة الاجتماعية.

• تحديد المجال الذى سوف يمارس فيه هذا النموذج.

• يسمى النموذج باسم الباحث مثل نموذج رضا سبيع عن تعديل السوك.

 

يمر بناء النموذج بعدة اجراءات او خطوات تتضمن ما يلى:

• وضع عنوان يحدد المسمى الواضح للنموذج في الخدمة الاجتماعية.

• تحديد مجال الذى سوف يمارس فية هذا النموذج.

• يسمى النموذج باسم الباحث مثل (نموذج جاك روثمان في تنظيم مجتمع).

 

مكونات هذا النموذج الآتى:

• تحديد أهداف التدخل بوضوح.

• تحديد الأسس النظرية التي يعتمد عليها.

• تحديد أنساق ومستويات التدخل.

• تحديد خطوات التدخل.

• تحديد استراتيجيات التدخل وتحديد آليات التدخل.

• تحديد إجراءات قياس فاعلية التدخل.

 

3- من أهم عيوب وسائل التدخل المهنى هو أن البرنامج الخاص بالتدخل لا يخضع للتحكيم، ويكتفى الباحث بتحكيم المقياس أو الاستبانة.المفترض علميا أن يخضع برنامج التدخل المهنى للتحكيم من قبل أساتذة أكاديميين متخصصين وخبراء في مجال الممارسة المهنية المرتبط بها برنامج التدخل المهنى وذلك لتحديد ما يلى:

• مدى واقعية وملاءمة البرنامج للتعامل مع العملاء.

• مدى ملاءمة الموجهات العلمية والمهنية لتصميم برنامج التدخل المهنى.

• مدى ملاءمة الاستراتيجيات واساليب التدخل المهنى.

• مدى النجاح في تحديد ادوار العميل والانساق الاخرى في مواجهة الموقف الاشكالى.

• مدى النجاح في تحديد خطوات المهنية واجراءات التدخل المهنى.

 

4- تفتقد هذه الدراسة ومعظم دراسات التدخل المهنى إلى تحديد ما يعرف بخط الأساس Baseline.

وهو مجموعة الحقائق عن حالة أو أداء موضوع الدراسة قبل المعالجة أو التدخل. ويرتبط خط الأساس هذا بإجراء تقييم أوضاع ما قبل التدخل، لأن هناك تقييما آخر يسمى تقييم ما بعد التدخل وهدفه هو فهم عناصر النجاح أو الفشل وتقييم النتائج وتأثيرها واستدامتها واستخلاص استنتاجات يمكن أن تفيد التدخلات المشابهة في المستقبل.وهنا يقاس أثر التدخل من خلال مقارنة مؤشرات المجموعة التجريبية التي أجرى عليها التدخل مع المجموعة الضابطة.

 

قد يقول الباحث أنه بالإمكان تذكر الحالة التي كان عليها الأمر قبل التدخل، لكن تحديد خط الأساس هذا له قواعده وأسسه: ( من وماذا وكيف ولماذا ومتى)، وإذا ادعى البعض بأنه قد يصعب إنشاء خط أساس منظم، فإن الرد على ذلك هو وجود خط أساس غير منظم أفضل من عدم وجود أى فكرة عن نقطة انطلاق برنامج التدخل وعن كيفية تحديد ما إذا كان الرنامج قد أحدث أى تأثير على الإطلاق.

 

5- يفتقد التدخل المهنى في هذه الدراسة والعديد من الدراسات غيرها إلى إجراءات الضبط والتحكم.

وهى هذه الإجراءات التي من شأنها أن تقلل من تأثير العوامل التي تهدد الصدق الداخلى والصدق الخارجى لتنفيذ برنامج التدخل، أى عزل تأثير أى متغيرات أخرى عن التغييرات الناتجة عن التجريب، ويتم ذلك بإجراء القياس القبلى عدة مرات تصل إلى أربع مرات على الأقل خلال شهر عند نهاية تقدير الموقف قبل البدء في تنفيذ برنامج التدخل ثم القيام بإجراء القياس البعدى أربع مرات خلال شهر من انتهاء التدخل المهنى للتأكد من عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين مرات تطبيق القياسات الأربعة القبلى والبعدى.

 

رابعا: ملاحظات عن مقياس الدراسة

1- المقياس في العلوم الانسانية والاجتماعية هو عملية تقدير رقمية لمقدار ما يملكه فرد معين من صفة أو خاصية معينة، أو درجة اقتناعه برأى معين أو درجة تعصبه لجهة من الجهات.

 

البحث الذى نحن بصدده، يستخدم المدخل المعرفى السلوكى لتعديل سلوكيات سلبية نتجت عن وسائل الإعلام. المفترض أن وظيفة المقياس هنا هو التقدير الرقمى لما يملكه المبحوثون من هذه السلوكيات السلبية، ثم التدخل المهنى لتعديل هذه السلوكيات، ثم إجراء القياس مرة أخرى للوقوف على فاعلية هذا التدخل والمقارنة بين التقديرات الرقمية التي حصل عليها المبحوثون قبل وبعد التدخل تبين هل حدث التعديل أم لم يحدث.

 

واقع المقياس هنا لا يحقق هذه الوظيفة مطلقا. مثال ذلك: السؤال رقم 1 يقول: "رواج الثقافة الاستهلاكية على القنوات الفضائية تدفع الشباب إلى تقليدها. السؤال رقم 22 يقول: " التفاخر بين الشباب دليل على الثقة بالنفس". السؤال رقم 32 " يقول: " من الواجب على الشباب أن يبادر بالاعتذار إذا خرج منه لفظ معيب ". جميع هذه الأسئلة تقيس درجة اقتناع المبحوث برأى معين وليس درجة امتلاكه لسلوك سلبى معين.

 

من هنا نقول أن هذا المقياس لا وظيفى، بمعنى أنه لا يخدم موضوع أو فرضيات البحث.

 

• يقول الباحث في ص 104 أنه اختار المجال المكانى وهو مركز شباب عرب جهينة لأنه تتوافر في أعضاء هذا المركز خصائص المشكلة البحثية وهى السلوك السلبى للشباب (الترف الاستهلاكى- التفاخر- الألفاظ المعيبة) الناتج عن وسائل الإعلام. هذا ليس بالأسلوب العلمى بالمرة.كيف أدرك أن هذا الشباب فيه هذه السلوك السلبى، هل قام بمراقبتهم وملاحظة سلوكياتهم، هل سمع عنهم هذه الصفات. الطريق الصحيح لمعرفة اتصاف هذا الشباب بهذه السلوكيات هو المقياس بالطريقة التي أشرنا إليه.

 

2- من الثغرات غير المقبوله في المقياس هو أنه خالف شروط تصميم المقياس النى تتطلب تحديد طبيعة الأفراد الذين سوف يطبق عليهم المقياس، ونعني بطبيعة الأفراد أبرز الخصائص التي تميزهم، كالسن والجنس والتعليم والمستوى الاقتصادي والاجتماعي وغير ذلك. وتبدو أهمية هذه الخصائص في أنها تحدد مدى التجانس بين أفراد عينة الدراسة من زاوية، ثم تحديد مدى علاقة هذه المتغيرات بالسلوكيات السلبية. وبمراجعة المقياس لا نجد أثرا لذلك.

 

خامسا: ملاحظات على دليل الملاحظة

وظيفة الملاحظة في المقام الأول هى تأكيد ووصف للدرجة الكمية التي تحصل عليها المبحوث في المقياس.

 

1- بمراجعة دليل الملاحظة الذى وضعه الباحث تبين أن هذا الدليل لا يساعد على تحقيق الوظيفة المحددة له وذلك على النحو التالى:

أ- هناك ثمانية شروط يجب توافرها عند رصد أو ملاحظة السلوك لا تتوافر معظمها في دليل الملاحظة الذى صممه الباحث، على الباحث أن يراجعها.

 

ب- الباحث لم يقم بحساب ثبات دليل الملاحظة وفق المعادلة المعروفة. التقديرات التي وضعها الباحث للسلوكيات التي تتم ملاحظتها هي (كثيرا- أحيانا - أبدا) يتم الاجابة عليها بعلامة صح، وهذا لا يساعد على التحديد الدقيق لعدد مرات تكرار السلوك الملاحظ. فمن المفترض أن تكون الاجابات على النحو التالي: عدد مرات تكرار السلوك من خمس مرات فأكثر يحصل على 6درجات. عدد تكرار السلوك من ثلاث إلى أربع مرات يحصل على أربع درجات. عدد تكرار السلوك مرة أو مرتين يحصل على درجتين. ثم تحسب الدرجة الكلية العظمى والوسطى والصغرى بضرب عدد عبارات الملاحظة في 6 ثم في 4 ثم في 2. وبناء على ذلك يحدد مستوى مظاهر السلوك المرتفع والمتوسط والمنخفض.

 

وبعد ذلك تكرر الملاحظة بفارق زمنى لعدة أيام. ثم تستخدم معادلة نسبة الاتفاق لحساب ثبات دليل الملاحظة وهى على النحو التالي:

عدد مرات الاتفاق تضرب في 100وتقسم على عدد مرات الاختلاف +عدد مرات الاتفاق والاختلاف.

 

ج- توضع نتائج تطبيق دليل الملاحظة في جدول يوضح نتائج القياس القبلي والبعدي، ويظهر في هذا الجدول عبارات المحاور ونسبة الانخفاض فيها ثم الدرجة الكلية ومستوى الفرق ونسبة الانخفاض الكلي. كما يمكن أن توضع في أشكال بيانية توضح تطور انخفاض متوسط درجات مظاهر السلوكات السلبية.

 

2- دليل الملاحظة شأنه شأن المقياس يتطلب أيضا عرضه على محكمين وخبراء وممارسين من حيث ارتباط الأداة بالهدف، وللوقوف على مدى كفاءة الأداة من حيث الصياغة، ومدى وضوح الدليل، و مقترحات المحكمين، ثم تجرى التعديلات ثم يوضع الدليل في شكله النهائى.

 

سادسا: ملاحظة حول صياغة المجال الزمنى للدراسة

فى ص 104 كتب الباحث: "المجال الزمنى للدراسة فترة إجراء التجربة. التدخل المهنى من كذا إلى كذا" هذه الصياغة ناقصة وغير كافية من الناحية العلمية، وصحتها على النحو التالى:

"استعرقت الفترة الزمنية للدراسة من كذا إلى كذا، وأجريت على النحو التالى:

1- مرحلة التقدير الذاتى واختيار عينة الدراسة: استغرقت هذه المرحلة من شهر كذا إلى كذا.

2- مرحلة تنفيذ برنامج التدخل المهنى: استغرقت حوالى كذا، من شهر كذا إلى شهر كذا.

3- مرحلة ما بعد الانتهاء من إجراء القياسات البعدية للتأكد من ثبات السلوك الجديد كذا شهر في الفترة من كذا إلى كذا.

 

ثامنا: : ملاحظات حول المجال المكانى للدراسة

قول الباحث في ص (104) أنه يقوم بتطبيق الدراسة على مركز شباب عرب جهينة، وأن اختياره لهذا المكان يرجع إلى أنه قريب منه بحيث يساعده على الملاحظة المباشرة والتواجد المستمر، وأنه يوجد بالمركز بعض الزملاء ممن يسهلون له إجراء الدراسة، هذا القول غير علمى، لأن قاعدة اختيار مكان الدراسة في الخدمة الاجتماعية هو أن يكون هذا المكان مؤسسة اجتماعية، ذات بناء ووظيفة، محددة يمثلها الاخصائى الاجتماعى. ولهذا كان لزاما على الباحث أن يكتب بيانا علميا تفصيليا عن سبب اختياره لهذا المكان وفق الشروط هذه، وليس وفقا لما قاله.

 

القسم الثالث: ملاحظة عقدية عامة

هناك نوعان من الخلل في هذه الرسالة من الزاوية العقدية

الخلل الأول: اعتماد الرسالة اعتمادا مركزيا على مداخل لعلماء عرف عنهم التحرر التام من التعاليم الدينية

1- سئل ابن عباس في مسأله، فأفتى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: لكنّ أبا بكر يقول كذا، وعمر يقول كذا!! فغضب وقال (يوشك أن تنزل بكم حجارة من السماء، أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون قال أبو بكر وعمر!!...).

 

وقال الحميدي: "كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل، فسأله في مسألة؟ فقال: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟! فقال: سبحان الله! أتراني في كنيسة! أتراني في بيعة! أترى على وسطي زنارا؟! أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول أنت؟!".

 

وأنا أقول للباحث: إذا كان المتغير التابع في رسالتك هو " تعديل السلوك "، وإذا كان هناك دين كامل ومكتمل، وقرآن نزل، ورسول بعثه الله، وآلاف الأحاديث جاءت على لسان هذا الرسول، موضوعها الأساسى هو "تعديل السلوك". فإذا سألك أحد، ماذا قال الله ورسوله في تعديل السلوك، تقول له: قال "أرون بيك" مؤسس المدخل المدخل المعرفى السلوكى كذا، وقال "روبرت آدمز" كذا، وقال "ألبرت إليس" كذا وقال "جلاسر". كذا سيقول لك حتما أنت قدمت بين يدى الله ورسوله هؤلاء العلماء. فماذا تقول له؟.

 

إذا كانت حجتك حديث: "الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها "، أقول لك: قال أحد المحققين في هذا الحديث " هذا الحديث شديد الضعف، ولم أعثر على إسناد نظيف أو متماسك نستطيع من خلاله أن ننسب هذا القول لأحد سواء كان من الصحابة أو التابعين أو حتى من غيرهم.. و الغريب حقا أن كثيرا من الوعاظ و الدعاة بل و بعض العلماء يرددون هذا الحديث و يرفعونه إلى النبى مع علم بعضهم بضعفه، متعللين بقول من يرخص في ذكر الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال.. مع أن الذين يقولون بذلك يشترطون ألا يكون الحديث شديد الضعف".وقيل أن المقصود بالحكمة هى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

2- في صفحة (29) يقول الباحث بالنص: " ويعرف المدخل المعرفى السلوكى من منظور خدمة الجماعة بأنه أحد المداخل العلاجية الحديثة المستمدة من النظريات المعرفية والذى يعتمد على جهود "إليس"ُEllis، وآرون بيك " Beck والأساليب العلاجية المرتبطة بها في خدمة الجماعة والتى تعمل على تعديل الأفكار المشوهة والمعتقدات الخاطئة من خلال تعديل الجانب المعرفى والانفعالى والسلوكى".

 

يقول الباحثون الغربيون: "يرى "كورى": أن "إليس" يعتبر من رواد العلاج المعرفى السلوكى، وهناك من يعتبر أن نظريته في العلاج العقلانى الانفعالى السلوكى النظرية الأولى في العلاج المعرفى السلوكى، وأن النظريات الأخرى في هذا المجال بما في ذلك نظرية العلاج المعرفى لـ "بيك" ونظرية التعديل المعرفى السلوكى لـ "ميكنباوم" ليست سوى نظريات معدلة من نظرية "إليس" أو حتى مجرد امتداد لها.

 

3- ربما لا يعرف الباحث أن "آرون بيك " يهودى أمريكى روسى الأصل أسس معهدا بإسمه عن العلاج المعرفى السلوكى، ترأسه ابنته "جوديث بيك".وقد أجرت معه حديثا منشورا وسألته عن مدى انتشار نظريته عن العلاج المعرفى السلوكى حول العالم، فقال لها: " إن كثيرا من الناس الذين تدربوا على هذا العلاج أصبحوا مدربين لآخرين، ونحن لدينا العديد من الناس المؤمنين بهذا المدخل حول العالم، لكن ما يدهشنى حقا أن هذا المدخل يلقى رواجا كبيرا في العالم الإسلامى لسبب لا أعرفه، ويراه المسلمون أكثر تناسبا مع ثقافتهم عن أى شيئ آخر ". وهذا يعنى أن "إيريك" يندهش لتعلقنا بمدخله هذا رغم أن ثقافتنا لا تحتاج إليه "، أما " روبرت إليس" فلعلك سمعت رأيى فيه وأنا أعلق على خطة "المدخل العقلانى الانفعالى"، ومالم أقله وقتها أقوله لك الآن: " لقد وصف "إليس " نفسه بأنه ملحد افتراضى بمعنى أنه وإن كان يعترف بأنه لا يستطيع أن يتأكد تماما بأنه لا يوجد إله، فإنه يعتقد بأن احتمالية وجود الإله محدودة جدا إلى درجة أنها لا تستحق أن تشغل باله هو أو أى إنسان آخر. وأنه وإن كان يرى أن الإيمان بإله محبوب أمر مفيد للصحة النفسية، فإن المعتقدات والشعائر الدينية ضارة بالصحة العقلية.

 

وهناك مقالة نشرت بعنوان "إليس والدين "، يقول كاتبها: " أن "إليس" في كتابه "ممارسة الجنس بلا شعور بالذنب" كان يرى أن القيود التي تضعها الديانات على الممارسة الجنسية غالبا ما لاتكون هناك حاجة إليها، كما أنها ضارة بالصحة النفسية".

 

وبما أن "اليس" والعلاج العقلانى الانفعالى هو أحد أركان نظرية المدخل المعرفى السلوكى، فإن العبارات الجنسية المستوحاة من وسائل الإعلام والتى يستخدمها الشباب ليست عبارات معيبة في ضوء رؤية "إليس" عن الجنس.

 

ثانيا: افتقاد الرسالة إلى الدراسات الإسلامية الجادة المتمركزة حول العلاج الإسلامى للآثار السلبية للإعلام.

نحمد للباحث هذا الجهد الذى بذله من ص 71-100 والذى تحدث فيه عن حث الإسلام على القصد والاعتدال في الانفاق، وعن نهيه عن الترف والإسراف والتبذير وكذلك عن فهم الإسلام عن ترشيد الاستهلاك، لكن هذا الجهد المحمود ذاب في مطحنة المداخل الغربية عن المعرفية السلوكية.

 

أعتقد أنه لو أن الباحث بذل جهدا سطحيا، ودخل على أى محرك وكتب فيه بالانجليزية

Islam and negative effects of media


لوجد كما من الدراسات العديدة لباحثين وأساتذة كتبوا في دور الإسلام في علاج الآثار السلبية للإعلام، وأذكر للباحث أحد هذه الدراسات التي لو استعان بها لظهرت هذه الرسالة في ثوب نختلف تماما.

Mohamed Ishaq ,Negative Media , Negative Media ,Effects and Islamic Remedies ,J. of Islam in Asia,V.7,December 2010.


تحتوى هذه المقالة على العشرات من المواد العلمية عن دور الإسلام في مواجهة الآثار السلبية للإعلام.

 

هذه المقالة تلقى الضوء على قضايا الآثار السلبية للإعلام وتستلهم من القرآن والسنة ما يمكن التغلب عليها. تحدث محمد إسحاق عن التأثيرات السلبية وذكر منها التأثيرات الاجتماعية والثقافية - الجريمة والعنف - البذاءة زوالإباحية - نشر الإيديولوجات الليبرالية والمتطرفة في العالم الإسلامى. كما تعرض للعلاج الإسلامى لهذه الآثار السلبية مركزا على دور الحكومة، والأبوين، والمؤسسات التعليمية الإسلامية، ودور المجتمع.

 

وأخيرا أكرر ما قلته في بداية المناقشة: أن هذه الرسالة مليئة بالمحاسن وأن الجهد الذى بذله الباحث في الرسالة لا يمكن إنكاره، خاصة وأن مرحلة الماجستير مرحلة تعليم. مع تمنياتنا له بالتوفيق في خطواته المستقبلية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- حول عمل البحوث والرسائل
احلام - yemen 15-03-2014 09:08 PM

غالبا ما تكون الرسالة مقسمة إلى قسمين عند تقييمها: أولا شكلي من حيث المظهر الخارجي كا الخط الترتيب الصفحات التنظيم والترتيب الجداول والبيانات الفهرس المراجع ...............
وثانيا: منهجيا من خلال صلب البحث ومحتوياته ولو قمت بشرحه سوف احتاج لوقت لكنكم يمكنكم التطرق لذلك وشرحه بتفصيل ليستفيد منه الباحثين .

1- التعليق على رسائل الماجستير
خلود عبيدات - الاردن 01-01-2014 08:52 PM

الاستاذ الدكتور المحترم

ما تفضلت به هو الجوهر وعين الصواب ، ولكن من يقرأ ؟؟؟

فما بالك اذا استاذة مخضرمة من كلية الشريعة تخصص حديث تشرف على رسائل ماجستير "كمشرف رئيسي" وباللغة الإنجليزية وهي غير كفء أبدا باللغة الإنجليزية على طلبة القسم ، أليس هذا بجرم أكاديمي أخلاقي. شتّان بين الشريعة والدراسات الإسلامية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى اللغة الانجليزية حيث يتوجّب على المشرف أن يكون خرّيج إحدى الدول الناطقة باللغة الإنجليزية فكيف لهذه المشرفة التي لا تقفه شيء بالإنجليزي أن تفهم وتستوعب ما تعدّه الباحثة من جهد أكاديمي أليس هذه من مهازل العلم ؟؟؟؟؟ للأسف هذا ما يحدث في قسم الدراسات الإسلامية بالإنجليزية بالجامعة الأردنية وعلى عين المسؤولين الأكاديميين في الجامعة وعلى رأسهم العميد.

خلود عبيدات
ماجستير دراسات إسلامية
سابق موظفة في برامج التعلم الدولية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة